فصل: في أخبار أبي ريحانة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الزهد والرقائق ***


باب‏:‏ ما جاء في قبض العلم

815- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي إسحاق عَن سَعِيد بن وهب عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ لاَ يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل أصحاب مُحَمد صلى الله عليه وسلم وأكابرهم فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم فذلك حين هلكوا‏.‏

816- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا‏.‏

817- أَخْبَرَنَا يُونُس بن يزيد عَن ابن شهاب قَالَ بلغنا عَن رجال من أهل العلم أنهم كانوا يقولون الاعتصام بالسنن نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم ثبات الدين والدنيا وذهاب الدين كله في ذهاب العلم‏.‏

818- أَخْبَرَنَا مِسْعَر قَالَ سَمِعْتُ عَمْرو بن مرة يحدث عَن عون بن عَبد الله قَالَ أراه عَنْ أَبِيهِ قَالَ ثم قَالَ بل حق إن شاء الله قَالَ كان يقال اتقوا صعاب الكلام‏.‏

819- أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالاً تُقْرَضُ شِفَاهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ قُلْتُ مَنْ هَؤُلاءِ يَا جَبْرَئِيلُ قَالَ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا يَعْقِلُونَ‏.‏

820- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم أن عَبد الله بن مَسْعود حين رأى ناسا يعلمون ويتعلمون قَالَ للحارث بن قيس يا حارث أترى الناس يتعلمون ليعملوا قَالَ لاَ والله أظن ولكن أظنهم يتعلمون ثم يتركون قَالَ أظنك والله صادقا‏.‏

821- أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ تَزَالُ هَذِهِ الأمَّةُ تَحْتَ يَدِ اللهِ وَفِي كَنَفِهِ مَا لَمْ تُمَالِ قُرَّاؤُهَا أُمَرَاءَهَا وَمَا لَمْ يُزَكِّ صَالْحُوهَا فُجَّارَهَا وَمَا لَمْ يُمَنِّ خِيَارُهَا شِرَارَهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَدَهُ ثُمَّ سَلَّطَ عَلَيْهِمْ جَبَابِرَتَهُمْ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَضَرَبَهُمْ بِالْفَاقَةِ وَالْفَقْرِ وَمَلأَ قُلُوبَهُمْ رُعْبًا‏.‏

822- أَخْبَرَنَا مِسْعَر قَالَ سَمِعْتُ عَمْرو بن مرة يحدث عَن أبي البختري قَالَ صحب سلمان رجل من بني عبس قَالَ فشرب شربة من دجلة فقال له سلمان عد فاشرب قَالَ قد رويت قَالَ أترى شربتك هذه نقصت منها شيئا قَالَ وما تنقص شربة شربتها قَالَ كذلك العلم لاَ يفنى فاتبع - أو قَالَ فابتغ - من العلم ما ينفعك ثم سار حتى أتى نهر دن فإذا كدوس تذرى وإذا أطعمة قَالَ يا أخا بني عبس إن الذي فتح هذا لكم وخولكموه ورزقكموه إن كان ليملك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي وإن كان ليمسون ويصبحون ما فيهم صاع من طعام وذكر ما فتح الله على المسلمين بجلولاء ثم قَالَ يا أخا بني عبس إن الذي فتح لكم هذا وخولكموه إن كان ليملك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم دينار ولا درهم‏.‏

823- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ سألته عَن هذه الآية وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا قَالَ بلغنا أن الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا اذهب بنا نلعب قَالَ ما للعب خلقت‏.‏

824- أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعة قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَحِلُّ لِي مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيَّ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يَسْكُتُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَنِ السَّائِلُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ وَنَقَّرَ بِأُصْبُعَيْهِ مَا أَنْكَرَ قَلْبُكَ فَدَعْهُ‏.‏

825- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ مَا الإثْمُ قَالَ مَا حَكَّ أَوْ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ فَدَعْهُ قَالَ فَمَا الإيمَانُ قَالَ إِذَا سَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ وَسَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ‏.‏

826- أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ مَنْ أَمَّنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا‏.‏

827- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإيمَانِ مَنْ أَحَبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْهُ‏.‏

باب‏:‏ في الخلال المذمومة

828- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ كُلُّ الْخِلالِ يُطْبَعُ عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ إِلا الْكَذِبَ وَالْخِيَانَةَ‏.‏

829- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني ابن أنعم قَالَ لكل شيء آفة تفسده فآفة العبادة الرياء وآفة الحلم الذل وآفة الحياء الضعف وآفة العلم النسيان وآفة العقل العجب بنفسه وآفة الحكمة الفحش وآفة اللب الصلف وآفة القصد الشح وآفة الزمانة الكبر وآفة الجود التبذير‏.‏

830- أَخْبَرَنَا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عَن عطية بن قيس عَن عوف بن مالك الأشجعي أنه كان مواخيا لرجل من قيس يقال له محلم ثم إن محلما حضره الموت فأقبل عليه عوف فقال له يا محلم إذا أنت وردت فارجع إلينا وأخبرنا بالذي صنع بك قَالَ محلم إن كان ذلك يكون لمثلي فعلت فقبض محلم ثم ثوى عوف بعده عاما فرآه في المنام فقال يا محلم ما صنعت - أو ما صنع بكم - فقال له وفينا أجورنا قَالَ كلكم قَالَ كلنا إلاَّ خواص هلكوا في اليسير الذين يشار إليهم بالأصابع والله لقد وفيت أجري كله حتى وفيت أجر هرة ضلت لأهلي قبل وفاتي بليلة فأصبح عوف فغدا على امرأة محلم فلما دخل قالت مرحبا زور مغب بعد محلم فقال عوف هل رأيت محلما منذ توفي قالت نعم رأيت البارحة ونازعني ابنتي ليذهب بها معه فأخبرها عوف بالذي رأى وبما ذكر من الهرة التي ضلت فقالت لاَ علم لي بذلك خدمي أعلم بذلك فدعت خدمها فسألتهم فأخبروها أنهم ضلت لهم هرة قبل قبض محلم بليلة‏.‏

831- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن زيد بن أسلم عَنْ أَبِيهِ أنه كان يصف الرياء يقول ما كان من نفسك فرضيته نفسك لها فإنه من نفسك فعاتبها وما كان من نفسك فكرهته نفسك لها فإنه من الشيطان فتعوذ بالله منه وكان أبو حازم يقول ذلك‏.‏

832- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن يزيد أبو شجاع الشامي قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيد الله بن أبي جعفر عَن عَبد الرحمن بن أبي أمية قَالَ كل ما كرهه العبد فليس منه وذكر الرياء‏.‏

باب‏:‏ التواضع

833- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني يزيد بن أبي حبيب أن بكير بن الأشج حدثه أن عَبد الله بن سلام خرج من حائط له بحزمة حطب يحملها فلما أبصره الناس قالوا يا أبا يوسف قد كان - يعني في ولدك وعبيدك - من يكفيك هذا قَالَ أردت أن أجرب قلبي هل ينكر هذا‏.‏

834- أَخْبَرَنَا زائدة بن قدامة عَن عاصم قَالَ أم أبو عبيدة بن الجراح - وقال غيره أبو أيوب في الحديث - قوما مرة فلما انصرف قَالَ ما زال الشيطان بي آنفا حتى رأيت أن لي فضلا على من خلفي لاَ أؤم أبدا‏.‏

835- أَخْبَرَنَا حيوة بن شريح عَن يزيد بن أبي حبيب في قول الله تعالى وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ قَالَ السرعة‏.‏

836- بلغني أن ابن عُمَر كان يسرع في المشي ويقول هذا أبعد من الزهو وأسرع في الحاجة‏.‏

837- أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ حَدَّثَنَا قَال كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي مِشْيَةَ السَّوْقَى لاَ الْعَاجِزُ وَلا الْكَسْلانُ‏.‏

838- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا فِي مَشْيِهِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الأَرْضَ تُطْوَى لَهُ إِنَّا لَنَجْتَهِدُ وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا‏.‏

839- أَخْبَرَنِي رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيد بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَفْضَلُ الأعْمَالِ قَالَ قَيِّمُ الدِّينِ الصَّلاةُ وَسِنَامُ الْعَمَلِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَفْضَلُ أَخْلاقِ الإسْلامِ الصَّمْتُ حَتَّى يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْكَ‏.‏

840- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني عقيل بن مدرك يرفعه إلى أبي سَعِيد الخدري أن رجُلاً أتاه وقال أوصني يا أبا سَعِيد فقال له أبو سَعِيد سألت عما سألت عنه من قبلك قَالَ أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في أهل السماء وذكرك في أهل الأرض وعليك بالصمت إلاَّ في حق فإنك به تغلب الشيطان‏.‏

841- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة قَالَ حدثني ابن أبي نجيح قَالَ سَمِعْتُ طاووسًا يسأل أبي عَن حديث فرأيت طاووسًا كأنه يعقد بيده وقال أبي يا أبا عَبد الرحمن إن لقمان قَالَ إن من الصمت حكما وقليل فاعله فقال له طاووس يا أبا نجيح إنه من تكلم واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله‏.‏

842- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن عياش بن عباس عَن شييم بن بيتان عَن شفي بن ماتع الأصبحي قَالَ من كثر كلامه كثرت خطيئته‏.‏

843- حَدَّثَنَا الأوزاعي عَن حسان بن عطية قَالَ بلغني أن شداد بن أوس نزل منزلا قَالَ إيتونا بالسفرة نعبث بها فأنكرت منه فقال ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلاَّ وأنا أخطمها ثم أزمها غير هذه فلا تحفظوها علي‏.‏

844- أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ قَالَ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ لاَ صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يُطِعِ اللَّهَ وَمَنِ انْتَهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ فَقَدْ أَطَاعَ الصَّلاةَ‏.‏

845- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَنْعُمٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ائْذَنْ لَنَا بِالِاخْتِصَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَصَى وَلا اخْتَصَى إِنَّ إِخْصَاءَ أُمَّتِي الصِّيَامُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ ايْذَنْ لَنَا فِي السِّيَاحَةِ فَقَالَ إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لَنَا فِي التَّرَهُّبِ فَقَالَ إِنَّ تَرَهُّبَ أُمَّتِي الْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ انْتِظَارَ الصَّلاةِ‏.‏

846- أَخْبَرَنَا عَبد الله بن الوليد بن عَبد الله بن معقل - وهو ابن مقرن المزني - قَالَ حدثني عون بن عَبد الله قَالَ أوصى رجل ابنه فقال يا بني عليك بتقوى الله وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس وغدا خيرا منك اليوم فافعل وإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع وإياك وكثرة تطلب الحاجات فإنها فقر حاضر وإياك وما يعتذر منه‏.‏

847- أَخْبَرَنَا أيضا - يعني عَبد الله بن الوليد بن معقل قَالَ سَمِعْتُ عونا يقول قام أبو الدرداء على درج مسجد دمشق فقال يا أهل دمشق ألا تسمعون من أخ لكم ناصح إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون شديدا ويأملون بعيدا فأصبح جمعهم بورا وبنيانهم قبورا وعملهم غرورا‏.‏

848- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن سالم بن أبي الجعد قَالَ قَالَ عيسى ابن مريم اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم انظروا إلى هذا الطير تغدو وتروح لاَ تحصد ولا تحرث والله يرزقها فإن قلتم نحن أعظم بطونا من هذا الطير فانظروا إلى هذه الأباقر من الوحش والحمر فإنها تغدو وتروح لاَ تحرث ولا تحصد والله يرزقها اتقوا فضول الدنيا فإن فضول الدنيا عند الله رجز‏.‏

849- أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَنْظُرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَكَانَ الشَّيْطَانِ مِنْهُ فَلْيَنْظُرْهُ عِنْدَ عَمَلِ السِّرِّ‏.‏

850- أَخْبَرَنَا أبو جناب الكلبي قَالَ قَالَ حذيفة بن اليمان إن الحق ثقيل وهو مع ثقله مريء وإن الباطل خفيف وهو مع خفته وبيء وترك الخطيئة أيسر - أو قَالَ خير من طلب التوبة - ورب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا‏.‏

851- أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَغُرَّنَّ الرَّجُلَ مِنْ نَفْسِهِ كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلَهُ‏.‏

852- أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ أنه سمع الحسن يقول يا ابن آدم طأ الأرض بقدمك فإنها عَن قليل قبرك وإنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك‏.‏

853- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ بِشْرٍ التَّغْلِبِيِّ قَالَ كَانَ أَبِي جَلِيسًا لأَبِي الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ وَكَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ وَكَانَ رَجُلاً مُتَوَحِّدًا قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ إِنَّمَا هُوَ صَلاةٌ فَإِذَا انْصَرَفَ فَإِنَّمَا هُوَ تَكْبِيرٌ وَتَسْبِيحٌ وَتَهْلِيلٌ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلا تَضُرُّكَ فَقَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ وَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ‏.‏

أخرجه أحمد وأبو داود من حديث سهل بن الحنظلية قاله الحافظ‏.‏

854- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ من استطاع منكم أن يكون إماما لأهله إماما لحيه إماما لمن وراء ذلك فإنه ليس شيء يوخذ عنك إلاَّ كان لك منه نصيب‏.‏

باب‏:‏ ما جاء في ذكر أويس والصنابحي رضي الله عنهما

855- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان قَالَ أَخْبَرَنَا أبو نضرة العبدي عَن أسير بن جابر قَالَ كنا نجلس في مجلس من تلك المجالس ويجلس معنا أويس فنحسب جعفرا ذكر من صفته فإذا حدث هو أصاب حديثه من قلوبنا ما لاَ يصيب من حديث غيره قَالَ فسأل عنه عُمَر بن الخطاب وفدا قدموا عليه هل سقط إليكم رجل من قرن من أمره فقال رجل لأويس ذكرك أمير المؤمنين فلم تذكر لنا ذلك فقال ما كان في ذكره ما أتبلغ به إليكم قَالَ فأخذ عليه عهدا وميثاقا أن لاَ يحدث به غيره‏.‏

856- أَخْبَرَنَا عيسى بن عُمَر قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرو بن مرة قَالَ لما لقيه عُمَر رضي الله عنه وظهر عليه هرب فما رئي حتى مات‏.‏

857- أَخْبَرَنَا ابن عون قَالَ حدثني رجاء بن حيوة عَن محمود بن الربيع قَالَ كنا عند عبادة بن الصامت فاشتكى فأقبل الصنابحي فقال عبادة من سره أن ينظر إلى رجل كأنما رقي به فوق سبع سموات فعمل ما عمل على ما رأى فلينظر إلى هذا فلما انتهى الصنابحي إليه قَالَ عبادة لئن سئلت عنك لأشهدن لك ولئن شفعت لأشفعن لك ولئن استطعت لأنفعنك‏.‏

قَالَ ابن صاعد أسانيد حديث أويس كلها صحاح رواه الثقات عَن الثقات وهذه الأحاديث منها وأسير هذا يسميه أهل البصرة أسير بن جابر ويسميه أهل الكوفة يسير بن عَمْرو ويقال له صحبة‏.‏

باب‏:‏ ما جاء في ذكر عامر بن عَبد قيس وصلة بن أشيم رضي الله عنهما

858- أَخْبَرَنَا السري بن يحيى عَنِ الْحَسَنِ قَالَ عامر بن عَبد قيس لقوم ذكروا الدنيا وإنكم لتهتمون أما والله لئن استطعت لأجعلنهما هما واحدا قَالَ ففعل والله ذلك حتى لحق بالله‏.‏

859- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان عَن طريف بن شهاب قَالَ ذكرت للحسن قول عامر بن عَبد قيس لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد ما تذكرون أي في الصلاة فقال الحسن ما اصطنع الله ذلك عندنا‏.‏

860- أَخْبَرَنَا همام عَن قتادة قَالَ أنبئت أن عامر بن عَبد قيس تخلف عَن أصحابه فقيل له إن هذه الأجمة فيها الأسد وإنا نخشى عليك فقال إني لأستحيي من ربي أن أخشى شيئا دونه‏.‏

861- حَدَّثَنَا همام عَن قتادة قَالَ كان عامر بن عَبد قيس سأل ربه تعالى أن يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء وله بخار قَالَ وسأل ربه عز وجل أن ينزع شهوة النساء من قلبه فكان لاَ يبالي أذكرا لقي أم أنثى وسأل ربه عز وجل أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصلاة فلم يقدر عليه‏.‏

862- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ حدثني مُحَمد بن واسع عَن أبي العلاء يزيد بن عَبد الله بن الشخير قَالَ أخبرني ابن أخي عامر بن عَبد قيس أن عامر بن عَبد قيس كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ثوبه فلا يلقى أحدا من المساكين إلاَّ أعطاه فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيها‏.‏

863- أَخْبَرَنَا مستلم بن سَعِيد الواسطي قَالَ أَخْبَرَنَا حماد بن جعفر بن زيد - أراه قَالَ العبدي - أن أباه أخبره قَالَ خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم قَالَ فنزل الناس عند العتمة فقلت لأرمقن عمله فأنظر ما يذكر الناس من عبادته فصلى العتمة ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت قد هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منا ودخلت في إثره فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة قَالَ وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة أفتراه عذبه حردا حتى سجد فقلت الآن يفترسه فلا شيء فجلس ثم سلم وقال أيها السبع اطلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا أقول تصدع الجبال منه فما زال كذلك يصلي حتى لما كان عند الصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلاَّ ما شاء الله ثم قَالَ اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به أعلم فلما دنا من أرض العدو قَالَ الأمير لاَ يشذن أحد من العسكر فذهبت بغلته بثقلها فأخذ يصلي وقالوا له إن الناس قد ذهبوا ‏,‏ فمضى ثم قَالَ لهم دعوني أصل ركعتين فقالوا له إن الناس قد ذهبوا قَالَ إنهما خفيفتان فدعا ثم قَالَ اللهم إني أقسم عليك أن ترد إلي بغلتي وثقلها فجاء حتى قامت بين يديه قَالَ فلما لقينا العدو حمل هو وهشام بن عامر فصنعنا بهم صنيعا ضربا وقتلا فكسرا ذلك العدو وقالوا رجلان من العرب صنعا بنا هذا فكيف لو قاتلونا فأعطوا المسلمين حاجتهم فقيل لأَبِي هُرَيْرَةَ إن هشام بن عامر - وكان يجالسه - ألقى بيده إلى التهلكة وأخبر خبره فقال أبو هريرة كلا ولكنه التمس هذه الآية وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ‏.‏

864- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ كَذَا وَكَذَا‏.‏

865- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيد بن هلال عَن صلة بن أشيم العدوي قَالَ خرجت في بعض قرى نهر تيري أسير على دابتي في زمان فيوض الماء فأنا أسير على مسناة فسرت يومي لاَ أجد شيئا آكله واشتد علي فلقيني علج يحمل على عنقه شيئا فقلت ضعه فوضعه فإذا هو جبن فقلت أطعمني منه فقال نعم إن شئت ولكن فيه شحم خنزير فلما قَالَ ذلك تركته ومضيت ثم لقيت آخر يحمل على عنقه طعاما فقلت له أطعمني فقال هذا تزودت هذا لكذا وكذا من يوم فإن أخذت منه شيئا أضررت بي وأجعتني فتركته ثم مضيت فوالله إني لأسير إذ سمعت خلفي وجبة كخواية الطير - يعني صوت طيرانه - فالتفت فإذا شيء ملفوف في سب أبيض أي خمار فنزلت فإذا دوخلة من رطب في زمان ليس في الأرض رطبة فأكلت منه فلم آكل رطبا قط أطيب منه وشربت من الماء ثم لففت ما بقي وركبت الفرس وحملت نواهن معي‏.‏ قَالَ جرير فحدثني عوف بن دلهم قَالَ فرأيت ذلك السب مع امرأته ملفوفا فيه مصحفها ثم فقد بعد فلا يدرون أسرق أم ذهب أم ما صنع به‏.‏

866- حَدَّثَنَا عون بن عَبد الله عَن مُحَمد بن سيرين عَن معقل بن يسار قَالَ كان أول ما عرفت عامر بن عَبد الله العنبري أني رأيته فوصف لي قريبا من رحبة بني سليم وهو على دابة ورجل من أهل الذمة يظلم فنهى عنه فلما أبوا قَالَ كذبتم والله لاَ تظلم ذمة الله اليوم وأنا شاهد قَالَ فتخلصه فلما كان بعد ذلك أتيته في منزله وكان الناس يقولون إن عامرا لاَ يأكل السمن ولا يأكل اللحم ولا يتزوج النساء ولا تمس بشرته بشرة أحد ويقول إني مثل إبراهيم فلما دخلت عليه أخرج يده من تحت برنس حتى أخذ بيدي فقلت هذه واحدة فلما تحدثنا قلت إن الناس يقولون إنك لاَ تأكل اللحم ولا تأكل السمن ولا تزوج النساء وتقول إني مثل إبراهيم قَالَ أما قولهم إني لاَ آكل اللحم فإن هؤلاء قد صنعوا في الذبائح شيئا لاَ أدري ما هو فإذا اشتهيت اللحم أمرنا بشاة فاشتريت لنا فذبحناها وأكلنا من لحمها وأما قولهم إني لاَ آكل السمن فإني لاَ آكل ما يجيء من ههنا وآكل ما يجيء من ههنا وأما قولهم إني لاَ أتزوج النساء فإنما هي نفس واحدة لقد كادت أن تغلبني وأما قولهم إني مثل إبراهيم فإني قلت إني لأرجو أن يجعلني الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‏.‏

867- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر قَالَ حدثني بلال بن سعد أن عامر بن عَبد قيس وشي به إلى زياد - وقال غيره إلى ابن عامر - فقيل له إن ههنا رجُلاً يقال له ما إبراهيم خير منك فيسكت وقد ترك النساء فكتب فيه إلى عثمان فكتب إليه أن أنفه إلى الشام على قتب فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال أنت الذي قيل لك ما إبراهيم خير منك فتسكت فقال أما والله ما سكوتي إلاَّ تعجبا لوددت أني كنت غبارا على قدميه فدخل بي الجنة قَالَ ولم تركت النساء قَالَ والله ما تركتهن إلاَّ أني قد علمت أنها متى تكون امرأة فعسى أن يكون ولد ومتى يكون ولد تشعبت الدنيا قلبي فأحببت التخلي من ذلك فأجلاه على قتب إلى الشام فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء وبعث إليه بجارية وأمرها أن تعلمه ما حاله فكان يخرج من السحر فلا تراه إلاَّ بعد العتمة فيبعث إليه معاوية بطعام فلا يعرض لشيء منه ويجيء معه بكسر فيجعلها في ماء فيأكل منها ويشرب من ذلك الماء ثم يقوم فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء فيخرج فلا تراه إلى مثلها فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله فكتب إليه أن اجعله أول داخل وآخر خارج ومر له بعشرة من الرقيق وعشرة من الظهر فلما أتى معاوية الكتاب أرسل إليه فقال له إن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمر لك بعشرة من الرقيق فقال إن علي شيطانا قد غلبني فكيف أجمع علي عشرة قَالَ وأمر لك بعشرة من الظهر قَالَ إن لي لبغلة واحدة وإني لمشفق أن يسألني الله عز وجل عَن فضل ظهرها يوم القيامة قَالَ وأمرني أن أجعلك أول داخل وآخر خارج قَالَ لاَ أرب لي في ذلك قَالَ فحدث بلال بن سعد عما رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل عليها المهاجرين عقبة قَالَ وحدثنا بلال بن سعد أن عامرا كان إذا فصل غازيا وقف يتوسم الرفاق فإن رأى رفقة توافقه قَالَ يا هؤلاء إني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال فيقولون وما هي قَالَ أكون لكم خادما لاَ ينازعني أحد منكم الخدمة وأكون مؤذنا لاَ ينازعني أحد منكم الأذان وأنفق عليكم بقدر طاقتي فإذا قالوا له نعم انضم إليهم وإن نازعه أحد منهم شيئا من ذلك ارتحل منهم إلى غيرهم‏.‏

868- أَخْبَرَنَا عيسى بن عُمَر عَن عَمْرو بن مرة قَالَ جاء الربيع بن خثيم إلى أم ولد له فقال لها اصنعي لنا طعاما وأطيبي فإن لي أخا أحبه أريد أن أدعوه فزينت بيتها وصنعت مجلسه وصنعت طعاما وأطابته ثم قالت ادع أخاك فذهب إلى سلال جار له قد ذهب بصره فجاء يقوده حتى أجلسه في كريم مجلسه ثم قَالَ قربي طعامك قالت فما صنعت هذا الطعام إلاَّ لهذا قَالَ ويحك قد صدقتك هذا أخي وأنا أحبه فجعل يأخذ من طيب ذلك الطعام ويناوله‏.‏

869- أَخْبَرَنَا عيسى بن عُمَر قَالَ حدثني حوط بن رافع أن عَمْرو بن عتبة كان يشترط على أصحابه أن يكون خادمهم قَالَ فخرج في الرعي في يوم حار فأتاه بعض أصحابه فإذا هو بالغمامة تظله وهو نائم فقال أبشر يا عَمْرو فأخذ عليه عَمْرو أن لاَ يخبر به أحدا‏.‏

870- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ كان الربيع بن خثيم إذا تلا هذه الآية وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا قَالَ بل طوعا يا رباه‏.‏

871- أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ لَهُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَوَقَفُوا وَسَارَ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى رَجُلٍ فِي وَادٍ فَإِذَا هُوَ قَدْ نَزَعَ ثِيَابَهُ وَهُوَ يَتَرَمَّضُ فِي الرَّمْضَاءِ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ أَنَوْمٌ بِاللَّيْلِ وَبَاطِلٌ بِالنَّهَارِ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا يَشَاءُ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ لاَ يَأْتِيهِ ثُمَّ لَبِسَ ثِيَابَهُ فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمَا رَأَيْتَنِي قَالَ بَلَى وَلَكِنَّهُ كَانَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ فَلَمْ أُرِدْ أَنْ أَقُومَ حَتَّى أَقْضِيَ مَا فِي نَفْسِي أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَدْ رَأَيْتُ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ يُفْتَحْنَ لِمَا تَصْنَعُ وَإِنَّ ذَا الْعَرْشِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَيُبَاهِي بِهِ الْمَلائِكَةَ ثُمَّ مَضَى إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ يَعْرِفُ هَذَا فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلا رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّدُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ لَنْ يَلْبَثَ إِلا قَلِيلاً فَقَالُوا ادْعُ لَنَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ زَادَهُمُ التَّقْوَى قَالُوا زِدْنَا قَالَ وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ‏.‏

872- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن المسعودي قَالَ أَخْبَرَنَا عون بن عَبد الله عَن أم الدرداء أنه قيل لها ما كان أكثر عمل أبي الدرداء قالت التفكر قالت نظر يوما إلى ثورين يخدان في الأرض مستقلين بعملهما إذ عنت أحدهما فقام الآخر فقال أبو الدرداء في هنا تفكر استقلا بعملهما واجتمعا فلما عنت أحدهما قام الآخر كذلك المتعاونان على ذكر الله عز وجل‏.‏

873- حَدَّثَنَا مُحَمد بن عجلان بنحوه‏.‏

874- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَن سليمان قَالَ مثل الذي يشكو إلى أخيه كمثل الذي يغسل إحدى يديه بالأخرى‏.‏

875- أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبِ غَفْلَةٍ وَقَرِينِ سُوءٍ وَزَوْجِ مؤذ‏.‏

في أخبار أبي ريحانة

876- أَخْبَرَنَا أبو بكر بن أبي مريم الغساني قَالَ حدثني ضمرة بن حبيب بن صهيب عَن مولى لأبي ريحانة عَن أبي ريحانة - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أنه قفل من بعث غزا فيه فلما انصرف أتى أهله فتعشى من عشائه ثم دعا بوضوء فتوضأ منه ثم قام إلى مسجده فقرأ سورة ثم أخرى فلم يزل ذلك مكانه كلما فرغ من سورة افتتح الأخرى حتى إذا أذن المؤذن من السحر شد عليه ثيابه فأتته امرأته فقالت يا أبا ريحانة قد غزوت فغبت في غزوتك ثم قدمت إلي لم يكن لي منك حظ ونصيب فقال بلى والله ما خطرت لي على بال ولو ذكرتك لكان لك علي حق قالت فما الذي يشغلك يا أبا ريحانة قَالَ لم يزل يهوى قلبي فيما وصف الله في جنته من لباسها وأزواجها ونعيمها ولذاتها حتى سمعت المؤذن‏.‏

877- أَخْبَرَنَا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عَن ضمرة - يعني ابن حبيب أن أبا ريحانة استأذن صاحب مسلحته من الساحل إلى أهله فأذن له فقال له الوالي كم تريد أن أؤجلك قَالَ ليلة فأقبل أبو ريحانة وكان منزله في بيت المقدس فبدأ بالمسجد قبل أن يأتي أهله فافتتح سورة فقرأها ثم أخرى فلم يزل على ذلك حتى أدركه الصبح وهو في المسجد لم يرمه ولم يأت أهله فلما أصبح دعا بدابته فركبها متوجها إلى مسلحته فقيل يا أبا ريحانة إنما استأذنت لتأتي أهلك فلو مضيت حتى تأتيهم ثم تنصرف إلى صاحبك قَالَ إنما أجلني أميري ليلة وقد مضت لاَ أكذب ولا أخلف وانصرف إلى مسلحته ولم يأت أهله‏.‏

878- أَخْبَرَنَا أيضا - يعني أبا بكر بن أبي مريم قَالَ حدثني حبيب بن عُبَيد أن أبا ريحانة كان مرابطا بالجزيرة بميافارقين فاشترى رسنا من نبطي من أهلها بأفلس فقفل أبو ريحانة ولم يذكر الفلوس أن يدفعها إلى صاحبها حتى انتهى إلى عقبة الرستن - قَالَ أبو بكر وهي من حمص على اثنى عشر ميلا - فذكرها فقال لغلامه هل دفعت إلى صاحب الرسن فلوسه فقال لاَ فنزل عَن دابته واستخرج نفقة من نفقته فدفعها إلى غلامه وقال لأصحابه أحسنوا معاونته على دوابي حتى يبلغ أهلي قالوا وما الذي تريد قَالَ أنصرف إلى بيعي حتى أدفع إليه فلوسه فأؤدي أمانتي فانصرف حتى أتى ميافارقين فدفع الفلوس إلى صاحب الرسن ثم انصرف إلى أهله‏.‏

879- أَخْبَرَنَا أيضا - يعني أبا بكر - قَالَ حدثني حبيب بن عُبَيد أن أبا ريحانة مر بحمص فسمع لأهلها ضوضاء شديدة فقال لأصحابه ما هذه الضوضاء فقالوا أهل حمص يقتسمون بينهم مساكنهم فرفع ضبعيه فلم يزل يدعو اللهم لاَ تجعلها لهم فتنة إنك على كل شيء قدير فلم يزل على ذلك حتى انقطع عنهم صوته لاَ يدرون متى كف‏.‏

880- أخبرني المبارك بن فضالة قَالَ سَمِعْتُ الحسن يقول أخبرني أبو الأحوص قَالَ دخلنا على عَبد الله بن مَسْعود وعنده بنون له غلمان كأنهم الدنانير حسنا فجعلنا نتعجب من حسنهم فقال عَبد الله كأنكم تغبطون بهم قلنا والله إن مثل هؤلاء يغبط بهم الرجل المسلم فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشعش فيه الخطاف وباض فقال والذي نفسي بيده لأن أكون قد نفضت يدي عَن تراب قبورهم أحب إلي من أن يخر عش هذا الخطاف فينكسر بيضه‏.‏

881- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن أبي وائل قَالَ لقيت أبا العلاء صلة فقلت يا أبا العلاء هل بأهلك من هذا الوجع يعني الطاعون فقال إنا لأن يخطئهم أخوف عندي من أن يصيبهم‏.‏

882- أَخْبَرَنَا عَبد الحميد بن بهرام عَن شهر بن حوشب قَالَ حدثني عَبد الرحمن بن غنم عَن حديث الحارث بن عميرة الحارثي قَالَ أخذ معاذ بن جبل بيد الحارث بن عميرة فأرسله إلى أبي عبيدة بن الجراح ليسأله كيف هو وقد طعنا فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه فتكابر شأنها في نفس الحارث وفرق منها حين رآها فأقسم له أبو عبيدة بن الجراح بالله ما يحب أن له مكانها حمر النعم‏.‏

883- أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعة قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا رَيْحَانَةَ لَوْ قَدْ مَرَرْتَ عَلَى قَوْمٍ قَدْ نَصَبُوا دَابَّةً يَرْمُونَهَا بِنَبْلٍ فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْ هَذَا فَيَقُولُونَ لَكَ اقْرَأْ عَلَيْنَا الآيَةَ الَّتِي فِيهَا هَذَا فَمَرَّ أَبُو رَيْحَانَةَ يَوْمًا عَلَى قَوْمٍ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْ هَذَا فَقَالُوا اقْرَأْ عَلَيْنَا الآيَةَ الَّتِي فِيهَا هَذَا فَقَالَ أَبُو رَيْحَانَةَ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَتَأْكُلُونَهَا حَرَامًا قِمَارًا حَرَامًا وَمَيْتَةً لاَ تُذْبَحُ‏.‏

باب‏:‏ أخبار عُمَر بن عَبد العزيز رحمة الله عليه

884- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم قَالَ حَدَّثَنَا المغيرة بن حكيم قَالَ قالت لي فاطمة بنت عَبد الملك يا مغيرة قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصوما من عُمَر بن عَبد العزيز ولكن لم أر رجُلاً من الناس قط كان أشد فرقا من ربه من عُمَر بن عَبد العزيز كان إذا دخل بيته ألقى نفسه في مسجده فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع‏.‏

885- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن أبي حُمَيد عَن إبراهيم بن عُبَيد بن رفاعة قَالَ شهدت عُمَر بن عَبد العزيز ومحمد بن قيس يحدثه فرأيت عُمَر يبكي حتى اختلفت أضلاعه‏.‏

886- أَخْبَرَنَا حرملة بن عمران قَالَ حدثني سليمان بن حُمَيد أن عُمَر بن عَبد العزيز كتب إلى عَبد الملك بن عُمَر يعني ابنه أنه ليس أحد من الناس رشده وصلاحه أحب إلي من رشدك وصلاحك إلاَّ أن يكون والي عصابة من المسلمين أو من أهل العهد يكون لهم في صلاحه ما لاَ يكون لهم في غيره أو يكون عليهم من فساده ما لاَ يكون عليهم من غيره‏.‏

887- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم قَالَ حدثني مغيرة بن حكيم قَالَ قالت لي فاطمة كنت أسمع عُمَر في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار قالت فقلت له يوما يا أمير المؤمنين ألا أخرج عنك عسى أن تغفي شيئا فإنك لم تنم قالت فخرجت عنه إلى جنب البيت الذي هو فيه قالت فجعلت أسمعه يقول تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ يرددها مرارا ثم أطرق فلبث طويلا لاَ أسمع له صوتا فقلت لوصيف له كان يخدمه ويحك انظر فلما دخل صاح قالت فدخلت عليه فوجدته ميتا قد أقبل بوجهه على القبلة ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينه‏.‏

888- أَخْبَرَنَا حرملة بن عمران قَالَ حدثني رجل أنه سمع ميمون بن مهران قَالَ قَالَ لي عُمَر بن عَبد العزيز أما دخلت على عَبد الملك يعني ابنه قَالَ فأتيت الباب فإذا وصيف فقلت له استأذن عليه فقال ادخل وإن عنده الناس أو أمير هو فدخلت قَالَ من أنت فقلت ميمون بن مهران فعرف ثم حضر طعامه فأتي بقلية مدينية وهي عظام اللحم ثم أتي بثريدة قد ملئت خبزا وشحما ثم أتي بتمر وزبد فقلت لو كلمت أمير المؤمنين فخصك منه بخاصة فقال إني لأرجو أنه يكون أوفى حظا عند الله من ذلك إني في ألفين كان سليمان ألحقني فيهما والله لو كان إلى أبي في نفسه ما فعل ولي غلة بالطائف إن سلمت لي أتاني غلة ألف درهم فما أصنع بذلك فقلت في نفسي أنت لأبيك‏.‏

889- أَخْبَرَنَا أبو الصباح قَالَ حَدَّثَنَا سهل بن صدقة مولى عُمَر بن عَبد العزيز بن مروان قَالَ حدثني بعض خاصة عُمَر بن عَبد العزيز أنه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاء عاليا فسئل عَن البكاء فقيل إن عُمَر بن عَبد العزيز خير جواريه فقال إنه قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن فمن أحب أن أعتقه أعتقته ومن أراد أن أمسكه أمسكته لم يكن مني إليها شيء فبكين يأسا منه‏.‏

890- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن نشيط قَالَ حدثني سليمان بن حُمَيد المزني عَن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي أنه دخل على فاطمة بنت عَبد الملك فقال لها ألا تخبريني عَن عُمَر فقالت ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا من احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه‏.‏

891- عَن مُحَمد بن إسحاق قَالَ حدثني بعض أصحابنا قَالَ كان عُمَر بن الخطاب استعمل سَعِيد بن عامر بن حذيم على بعض الشام فكانت تصيبه غشية وهو بين ظهراني القوم فذكر ذلك لعمر قيل له إن الرجل مصاب فسأله عُمَر في قدمة قدمها عليه وقال يا سَعِيد ما هذا الذي يصيبك قَالَ والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل وسمعت دعوته والله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلاَّ غشي علي فزاده ذلك عند عُمَر خيرا‏.‏

باب‏:‏ ذكر رحمة الله تبارك وتعالى وجل وعلا

892- أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ اطَّلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ بَنُو شَيْبَةَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم تَضْحَكُونَ أَلا أَرَاكُمْ تَضْحَكُونَ أَتَضْحَكُونَ قَالَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَكَأَنَّ عَلَى رؤوسنَا الرَّخَمَ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَجَرِ قَامَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا الْقَهْقَرَى قَالَ إِنِّي خَرَجْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ الْحَجَرِ جَاءَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمد إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي مِنْ رَحْمَتِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ‏.‏

893- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا يَتَعَاطَفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلادِهَا وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

894- أَخْبَرَنَا سَعِيد الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَأَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً فَبِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ جِنُّهَا وَإِنْسُهَا وَطَيْرُهَا وَوَحْشُهَا وَعِنْدَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ‏.‏

895- أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَخَالِدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ يَقُولانِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ مَاتَ عَلَى خَيْرِ عَمَلِهِ فَأَرْجُو لَهُ خَيْرًا وَمَنْ مَاتَ عَلَى سَيِّئِ عَمَلِهِ فَخَافُوا عَلَيْهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْهُ‏.‏

896- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ أَخَاكُمْ قَارَفَ ذَنْبًا فَلا تَكُونُوا أَعْوَانًا لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ أَنْ تَقُولُوا اللَّهُمَّ أَخْزِهِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِنَّا أَصْحَابَ مُحَمد صلى الله عليه وسلم كُنَّا لاَ نَقُولُ فِي أَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى نَعْلَمَ عَلَى مَا يَمُوتُ فَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ عَلِمْنَا أَوْ قَالَ رَجَوْنَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا وَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِشَرٍّ خِفْنَا عَلَيْهِ عَمَلَهُ‏.‏

897- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ إِذَا قَارَفَ أَحَدُكُمْ ذَنْبًا فَلا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ تَقُولُونَ اللَّهُمَّ افْعَلْ بِهِ وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِنَّا أَصْحَابَ مُحَمد كُنَّا لاَ نَقُولُ لأَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى يَمُوتَ فَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ قُلْنَا إِنَّهُ أَصَابَ خَيْرًا وَإِنْ خُتِمَ بِشَرٍّ خِفْنَا عَلَيْهِ‏.‏

898- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن سنان القطان قَالَ حَدَّثَنَا أبو أحمد الزبيري عَن إسرائيل وأَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى قَالَ وحدثنا مُحَمد بن عثمان بن كرامة قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيد الله بن موسى عَن إسرائيل عَن أبي إسحاق عَن أبي عبيدة عَن عَبد الله - واللفظ لأبي أحمد - قَالَ كنا لاَ نقول في الرجل شيئا فإن مات على خير رجونا له وإن مات على غير ذلك خفنا عليه‏.‏

899- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن المسعودي عَن القاسم قَالَ قَالَ عَبد الله بن مَسْعود لاَ تعجلوا بحمد الناس ولا بذمهم فإنك لعلك ترى من أخيك اليوم شيئا يسرك ولعلك يسوءك منه غدا ولعلك ترى منه اليوم شيئا يسوءك ولعلك يسرك منه غدا والناس يغيرون وإنما يعفو الله الذنوب والله تعالى أرحم بالناس من أم واحد فرشت له بأرض قي ثم لمست فإن كانت لدغة كانت بها قبله وإن كانت شوكة كانت بها قبله‏.‏

900- أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ قَالَ دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ فَنَادَانِي شَيْخٌ وَقَالَ يَا ابْنَ أُمِّي تَعَالَهْ وَمَا أَعْرِفُهُ قَالَ لاَ تَقُولَنَّ لِرَجُلٍ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَدًا وَلا يُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ أَبَدًا قُلْتُ وَمَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُلْتُ فَإِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ يَقُولُهَا أَحَدُنَا لِبَعْضِ أَهْلِهِ إِذَا غَضِبَ أَوْ لِزَوْجَتِهِ أَوْ لِخَادِمِهِ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ رَجُلَيْنِ كَانَا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَحَابَّيْنِ أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ وَالآخَرُ كَأَنَّهُ يَقُولُ مُذْنِبٌ فَجَعَلَ يَقُولُ أَقْصِرْ أَقْصِرْ عَمَّا أَنْتَ فِيهِ فَيَقُولُ خَلِّنِي وَرَبِّي حَتَّى وَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ فَقَالَ أَقْصِرْ فَقَالَ خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا قَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَدًا وَلا يُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ أَبَدًا قَالَ فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي وَقَالَ لِلآخَرِ أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْظُرَ عَلَى عَبْدِي رَحْمَتِي قَالَ لاَ يَا رَبِّ قَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ‏.‏

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ‏.‏

901- أَخْبَرَنَا الليث بن سعد عَن بكير بن الأشج أنه سمع بسر بن سَعِيد يقول من قَالَ لأخيه لاَ يغفر الله لك قيل له بل لك لاَ يغفر قَالَ بكير ولم أفقه إلى من رفع الحديث فسألت يعقوب بن عَبد الله بن الأشج فقال إلى أَبِي هُرَيْرَةَ‏.‏

902- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ الْعَلاءِ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ كَانَتْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي سُكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتِ الأنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ فَاشْتَكَى فَمَرَّضَنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ قَالَتْ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي أَنْ قَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا يُدْرِيكِ قَالَتْ لاَ أَدْرِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمَ أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْحَقُّ الْيَقِينُ وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنَ اللهِ وَاللَّهِ لاَ أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ قَالَتْ أُمُّ الْعَلاءِ وَاللَّهِ لاَ أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا قَالَتْ وَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ذَلِكَ عَمَلُهُ‏.‏

903- أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَحْتَرِقُونَ حَتَّى إِذَا صَلَّوُا الْفَجْرَ غَسَلَتْ حَتَّى عَدَّ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا‏.‏

904- أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمد بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دَارَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ بِفَخَّارَةٍ مِنْ مَاءٍ فَدَعَا بِهِ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَا تَوَضَّأَ عَبْدٌ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ إِلا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأخْرَى قَالَ مُحَمد بْنُ كَعْبٍ وَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ حَدِيثًا عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْتَمَسْتُهُ فِي الْقُرْآنِ فَالْتَمَسْتُ هَذَا فَوَجَدْتُ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُتِمَّ عَلَيْهِ النِّعْمَةَ حَتَّى غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ ثُمَّ قَرَأْتُ الآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ حَتَّى بَلَغَ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ فَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُتِمَّ عَلَيْهِمِ النِّعْمَةَ حَتَّى غَفَرَ لَهُمْ‏.‏

905- أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيد عَنْ مُحَمد بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَالْجُمُعَةَ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ قَالَ مُحَمد بْنُ كَعْبٍ هَذَا فِي الْقُرْآنِ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا وَقَالَ مُحَمد أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ قَالَ فَطَرَفَا النَّهَارِ الْفَجْرُ وَالظُّهْرُ وَالْعَصْرُ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ فَهِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ‏.‏

906- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرُبَتْ‏.‏

907- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَوَاتُ كَفَّارَاتٌ لِلْخَطَايَا وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ‏.‏

908- أَخْبَرَنَا سَعِيد الْجُرَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ اللاتِي يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ السَّيِّئَاتِ كَمَا يَغْسِلُ الْمَاءُ الدَّرَنَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ‏.‏

909- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِي عَنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأسْقَعِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ‏.‏

910- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِي عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ فَتًى مِنَ الأنْصَارِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَشْفَيْتُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ إِنِّي أَرْجُو رَحْمَةَ اللهِ سُبْحَانَهُ فَقَالَ مَا اجْتَمَعَا فِي قَلْبِ امْرِئٍ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ إِلا هَجَمَ عَلَى خَيْرِهِمَا‏.‏

911- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ عَنِ الْحَسَنِ أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِالإسْلامِ فَقَالَ إِنَّكَ لَتَحْمَدُهُ عَلَى نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ‏.‏

912- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن المسعودي عَن عون بن عَبد الله أن لقمان قَالَ لابنه يا بني ارج الله رجاء لاَ تأمن فيه مكره وخف الله مخافة لاَ تيأس فيها من رحمته قَالَ وكيف أستطيع ذلك يا أبه وإنما لي قلب واحد قَالَ يا بني إن المؤمن كذي قلبين قلب يرجو به وقلب يخاف به‏.‏

913- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن عُمَر بن سَعِيد عَنْ أَبِيهِ عَن عباية بن رفاعة قَالَ عند التوبة النصوح تكفير كل سيئة‏.‏

914- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أبي خالد عَن زبيد أن أبا بكر قَالَ لعمر بن الخطاب إني موصيك بوصية إن حفظتها إن لله تعالى حقا بالنهار لاَ يقبله بالليل ولله في الليل حقا لاَ يقبله في النهار وإنها لاَ تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثقله عليهم وحق لميزان أن لاَ يوضع فيه إلاَّ الحق أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الباطل وخفته عليهم وحق لميزان ألا يوضع فيه إلاَّ الباطل أن يخف وإن الله ذكر أهل الجنة بصالح ما عملوا وتجاوز عَن سيئاتهم فيقول قائل أَخْبَرَنَا أفضل من هؤلاء وذكر آية الرحمة وآية العذاب فيكون المؤمن راغبا راهبا ولا يتمنى على الله غير الحق ولا يلقي بيده إلى التهلكة فإن حفظت قولي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك منه وإن ضيعت وصيتي فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت ولن تعجزه‏.‏

915- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَقُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا يَنْفَعُ مَنْ بَعْدَكَ قُلْتُ بَلَى قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلاةُ يَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ انْظُرُوا إِلَى صَلاةِ عَبْدِي فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً كُتِبَتْ نَاقِصَةً قَالَ اللَّهُ بِحِلْمِهِ وَعِلْمِهِ وَفَضْلٍ رَدَّهُ عَلَى عَبْدِهِ انْظُرُوا هَلْ مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ تَطَوُّعٌ كُمِّلَتْ لَهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تُؤْخَذُ الأعْمَالُ عَلَى ذَلِكُمْ‏.‏

916- أَخْبَرَنَا مِسْعَر قَالَ أخبرني عَمْرو بن مرة عمن حدثه عَن أبي كثير الزبيدي قَالَ قدمنا على معاوية أو على يزيد بن معاوية وعنده عَبد الله بن عَمْرو بن العاص فحدثناه عَن عَبد الله بن مَسْعود أنه كان يقول الصلوات كفارات لما بعدهن قَالَ فحدثنا أن آدم عليه السلام خرجت به شأفة في إبهام رجله ثم ارتفعت إلى أصل قدميه ثم ارتفعت إلى ركبتيه ثم ارتفعت إلى حقويه ثم ارتفعت إلى أصل عنقه فقام فصلى فنزلت عَن منكبيه ثم صلى فنزلت إلى حقويه ثم صلى فنزلت إلى ركبتيه ثم صلى فنزلت إلى قدميه ثم صلى فذهبت‏.‏

917- أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الأنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أُبَيٌّ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ وَقَالُوا لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُبَلِّغَنَا بِهِ فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ بِنَا إِذَا نَحْنُ لَقِينَا الْعَدُوَّ غَدًا رِجَالاً جِيَاعًا وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقَايَا زَادِهِمْ فَتَجْمَعَهَا ثُمَّ تَدْعُوَ اللَّهَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ أَوْ سَيُبَارِكُ فِي دَعْوَتِكَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ فَجَعَلُوا يَجِيئُونَ بِالْحَفْنَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ فَكَانَ أَعْلاهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَجَمَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَ فَدَعَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْتَثُوا فَمَا بَقِيَ مِنَ الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلا مَلَئُوهُ وَبَقِيَ مِثْلُهُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ لاَ يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهِمَا إِلا حُجِبَتْ عَنْهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

918- عَنْ هِشَامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ هَكَذَا قَالَ لَنَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَنَقَصَ مِنَ الإسْنَادِ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ‏.‏

919- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ فَحَدَّثَنَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ قَالَ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ أَوْ قَالَ بِقَدِيدٍ جَعَلَ رِجَالٌ مِنَّا يَسْتَأْذِنُونَ عَلَى أَهْلِيهِمْ فَيُأْذَنُ لَهُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ وَقَالَ ابْنُ صَاعِدٍ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا وَقَالَ أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ لاَ يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ ثُمَّ سَدَّدَ إِلا سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عَذَابَ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ وَقَالَ إِذَا مَضَى نِصْفُ اللَّيْلِ أَوْ قَالَ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ لاَ أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ‏.‏

920- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَهُ قَالَ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَزَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ مِنْ بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ قَالَ سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأنْصَارِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ يَقُولُ كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمِي مِنْ بَنِي سَالِمٍ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ مَعَهُ بَعْدَ مَا اشْتَدَّ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِكَ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِيهِ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَّنَا خَلْفَهُ ثُمَّ جَلَسَ وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ فَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صُنِعَ لَهُ فَسَمِعَ بِأَهْلُ الدَّارِ وَهُمْ يَدْعُونَ قِرَاهُمُ الدُّورَ فَثَابُوا حَتَّى امْتَلأَ الْبَيْتُ فَقَالَ رَجُلٌ أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُ أَوْ قَالَ الدُّخْشُنِ قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ هَكَذَا قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا ذَاكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ لاَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ تَقُولُونهُ وَهُوَ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالُوا أَمَّا نَحْنُ فَنَرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيْضًا لاَ تَقُولُوهُ إِنَّهُ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ قَالَ مَحْمُودٌ فَحَدَّثْتُ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ وَقَالَ مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا قُلْتَ قَطُّ فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى أَقْفُلَ مِنْ غَزْوَتِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا فَأَهْلَلْتُ مِنْ إِيلِيَاءَ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ فَإِذَا عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَهُوَ إِمَامُ قَوْمِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ جِئْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنَا فَحَدَّثَنِي بِهِ كَمَا حَدَّثَنِي بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَلَكِنَّا لاَ نَدْرِي أَكَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ مُوجِبَاتُ الْفَرَائِضِ فِي الْقُرْآنِ فَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَكُونَ الأمْرُ صَارَ إِلَيْهَا فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَغْتَرَّ فَلا يَغْتَرَّ قَالَ الْحُسَيْنُ لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ إِنَّ الأمْرَ قَدْ صَارَ إِلَيْهَا‏.‏

921- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا قَبْلَ الأمْرِ وَالنَّهْيِ وَقَبْلَ الْفَرَائِضِ‏.‏

922- أَخْبَرَنَا إبراهيم أبو هارون الغنوي عَن أبي يُونُس مولى تغلب قَالَ سألت عَبد الله بن عُمَر وعبد الله بن الزبير وعبيد بن عمير هل يضر مع الإخلاص عمل فقالوا عش ولا تغتر‏.‏

923- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن قتادة قَالَ سئل ابن عُمَر عَن لاَ إله إلاَّ الله هل يضر معها عمل كما لاَ ينفع مع تركها عمل فقال ابن عُمَر عش ولا تغتر‏.‏

924- أَخْبَرَنَا معتمر بن سليمان عَنْ أَبِيهِ عَن سيار الشامي قَالَ قيل لأبي الدرداء وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ وإن زنى وإن سرق قَالَ إنه إن خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق‏.‏

925- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ‏.‏

926- أَخْبَرَنَا عوف عَن زيد بن شراحة قَالَ بلغني أن الله لما خلق الجنة وخلق ما فيها من الكرامة والنعيم والسرور وخلق ثمارها ألين من الزبد وأحلى من العسل قالت رب لم خلقتني قَالَ لأسكنك خلقا من خلقي قالت رب إذا لاَ يدعني أحد إذا يدخلني كل أحد قَالَ كلا ‏,‏ إني أجعل سبيلك في المكاره قَالَ وخلق جهنم وخلق ما فيها من الهوان والعذاب وخلقها أشد ظلمة من الليل وأنتن من الجيفة قالت رب لم خلقتني قَالَ لأسكنك خلقا من خلقي قالت رب إذا لاَ يقربني أحد قَالَ كلا ‏,‏ إني أجعل سبيلك في الشهوات‏.‏

927- أَخْبَرَنَا ثور بن يزيد عَن خالد بن معدان قَالَ إن الله يقول من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ أفضل - أو قَالَ أطيب - منه وأكرم قَالَ وقال ما من عَبد يضع صدغه للفراش وهو يذكر الله تعالى إلاَّ كتب ذاكرا حتى يستيقظ متى ما استيقظ‏.‏

928- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن عطاء بن دينار عَن سَعِيد بن جبير في قول الله عز وجل فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ قَالَ اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي‏.‏

929- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن مالك بن الحارث قَالَ يقول الله تعالى إذا شغل عبدي ثناؤه علي عَن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين‏.‏

930- أَخْبَرَنَا مِسْعَر عَن الوليد بن العيزار عَن أبي الأحوص قَالَ تسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح يرجع بها أحدكم إلى أهله في عام لزبة‏.‏

931- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة قَالَ الحسين وأخبرنا سفيان عَن عَمْرو بن دينار عَن عُبَيد بن عمير قَالَ تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير له من جبال الدنيا تسير معه ذهبا‏.‏

932- أَخْبَرَنَا سَعِيد الجريري قَالَ بلغنا عَن كعب الأحبار أنه قَالَ والذي نفس كعب بيده إن لسبحان الله والحمد لله ولا إله إلاَّ الله والله أكبر دويا حول العرش كدوي النحل يذكرون بصاحبهن والعمل الصالح في الخزائن‏.‏

933- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن ثابت البناني عَن مطرف قَالَ قَالَ كعب إن للكلام الطيب حول العرش دويا كدوي النحل يذكرن بصاحبهن‏.‏

934- أَخْبَرَنَا عاصم عَن أبي عثمان النهدي قَالَ كان سلمان يقول لنا قولوا الله أكبر اللهم ربنا لك الحمد أنت أعلى وأجل أن تتخذ صاحبة أو ولدا أو يكون لك شريك في الملك ولم يكن لك ولي من الذل وكبره تكبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر تكبيرا اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا قَالَ ثم يقول والله لتكتبن هؤلاء والله لاَ تترك هاتان والله ليكونن هؤلاء شفعاء صدق لهاتين‏.‏

935- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطِبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ‏.‏

936- حُدِّثْتُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ قِيلَ لِي أَوْ أُوحِيَ إِلَيَّ اعْلَمْ أَنَّ السَّاعَةَ الَّتِي لاَ تَذْكُرُنِي فِيهَا لَيْسَتْ لَكَ وَلَكِنَّهَا عَلَيْكَ‏.‏

937- أَخْبَرَنَا مُسَافِرٌ قَالَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ لَقِيَ رَسُولُ اللهِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ فَقَالَ صَالِحًا قَالَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ صَالِحًا قَالَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ بِخَيْرٍ أَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ‏.‏

938- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أخبرناه سفيان عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد قَالَ لاَ يكون الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا‏.‏

939- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن ليث عَن مجاهد قَالَ ما من ميت يموت إلاَّ عرض عليه أهل مجلسه إن كان من أهل الذكر فمن أهل الذكر وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو‏.‏

940- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا هشام بن سعد قَالَ سَمِعْتُ محمدا القرظي يقول كان نوح إذا أكل قَالَ الحمد لله وإذا شرب قَالَ الحمد لله وإذا لبس قَالَ الحمد لله وإذا ركب قَالَ الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا‏.‏

941- أَخْبَرَنَا شبل عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد في قول الله تعالى إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا قَالَ لم يأكل شيئا قط إلاَّ حمد الله تعالى ولم يشرب شيئا قط إلاَّ حمد الله تعالى ولم يمش ممشى قط إلاَّ حمد الله تعالى ولم يبطش بشيء قط إلاَّ حمد الله تعالى فأثنى الله تعالى عليه إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا‏.‏

942- أَخْبَرَنَا مُحَمد بْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ أَنَّ مُوسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ قَالَ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَا رَبِّ مَا الشُّكْرُ الَّذِي يَنْبَغِي لَكَ قَالَ يَا مُوسَى لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِي‏.‏

943- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَجْلِسٍ فَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ طَأْطَأَ نَظَرَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ كَانُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى يَعْنِي أَهْلَ مَجْلِسٍ أَمَامَهُ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ يَحْمِلُهَا الْمَلائِكَةُ كَالْقُبَّةِ وَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُمْ تَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِبَاطِلٍ فَرُفِعَتْ عَنْهُمْ‏.‏

944- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الأغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ‏.‏

945- أَخْبَرَنَا وهيب - أو قَالَ عَبد الوهاب - بن الورد - قَالَ ما اجتمع قوم في مجلس - أو ملأ - إلاَّ كان أولاهم بالله الذي يفتتح بذكر الله عز وجل حتى يفيضوا في ذكره وما اجتمع قوم في مجلس - أو ملأ - إلاَّ كان أبعدهم من الله الذي يفتتح بالشر ثم يخوضوا فيه‏.‏

946- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد في قول الله تعالى اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ قَالَ تطيعونه‏.‏

947- أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيد قَالَ سَمِعْتُ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ يَقُولُ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْغَاضِرِيُّ صَاحِبُ مَضَاحِيكٍ وَأَتَاهُمْ فِي مَجْلِسِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَالْقَوْمُ يَتَحَدَّثُونَ فَرَمَاهُمْ بِكَلِمَةٍ قَالَ فَكَأَنَّهُمْ ثُمَّ عَادُوا لِحَدِيثِهِمْ ثُمَّ رَمَاهُمْ بِكَلِمَةٍ فَقَالَ صَفْوَانُ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَمَعَهُ مَلَكٌ يُوحِي إِلَيْهِ وَشَيْطَانٌ يُوحِي إِلَيْهِ وَهُوَ مِنَ الْغَالِبِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا فَيَقُولُ الْمَلَكُ لِوَلِيِّهِ اذْكُرْ فَلَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ ذَكَرَ بِذِكْرِهِ وَلا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَيَقُولُ الشَّيْطَانُ لِوَلِيِّهِ اشْغَبْ فَعَلَيْهِ إِثْمُهُ وَإِثْمُ مَنْ شَغَبَ بِشَغَبِهِ وَلا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا فَلا تَأْثَمْ وَتُؤَثِّمْنَا‏.‏

948- وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا يَعْنِي الزُّبَيْرَ بْنَ سَعِيد عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ يَهْوِي بِهَا مِنْ أَبْعَدَ مِنَ الثُّرَيَّا‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ لاَ أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِلا ابْنَ الْمُبَارَكِ بِهَذَا الإسْنَادِ‏.‏

949- عَنِ النُّعْمَانِ عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحُ لِلْخَيْرِ وَمَغَالِيقُ لِلشَّرِّ وَلَهُمْ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَمِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحُ لِلشَّرِّ وَمَغَالِيقُ لِلْخَيْرِ وَعَلَيْهِمْ بِذَلِكَ إِصْرٌ وَتَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ غَرِيبُ الإِسْنَادِ صَحِيحٌ‏.‏

950- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن المسعودي عَن عون بن عَبد الله أن لقمان قَالَ لابنه يا بني إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام يعني السلام ثم اجلس إلى ناحيتهم ‏,‏ فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا فإن أفاضوا في ذكر الله فأجر سهمك معهم فإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم إلى غيرهم‏.‏

951- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا إبراهيم بن سَعِيد الجوهري قَالَ حَدَّثَنَا حجاج بن مُحَمد قَالَ حَدَّثَنَا المسعودي عَن عون بن عَبد الله أنه كان يقول لابنه يا بني كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ليس نأيه بكبر ولا عظمة ولا دنوه بخدع ولا خلابة يقتدي بمن قبله فهو إمام لمن بعده ولا يعجل فيما رابه ويعفو إذا تبين له يغمض في الذي له ويزيد في الحق الذي عليه لاَ يعزب حلمه ولا يحضر جهله الخير منه مأمول والشر منه مأمون إن زكي خاف مما يقولون واستغفر لما لاَ يعلمون لاَ يغره ثناء من جهله ولا ينسى إحصاء من علمه يقول ربي أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بي من غيري فهو يستبطئ نفسه في العمل ويأتي ما أتى من الأعمال الصالحة على وجل إن عصته نفسه فيما كرهت لم يطعها فيما أحبته يبيت وهو يذكر ويصبح وهمته أن يشكر يبيت حذرا ويصبح فرحا حذرا لما حذر من الغفلة فرحا لما أصاب من الفضل والرحمة لاَ يحدث أمانته الأصدقاء ولا يكتم شهادته الأعداء ولا يعمل بشيء من الخير رياء ولا يدع شيئا منه حياء إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين وإن كان في الغافلين كتب في الذاكرين لأنه يذكر حين لاَ يذكرون ولا يغفل حين يذكرون زهادته فيما ينفد ورغبته فيما يخلد فيصمت ليسلم ويخلو ليغنم وينطق ليفهم ويخالط ليعلم ولا ينصب للخير وهو يسهو ولا يستمع له وهو يلغو مجالس الذكر مع الفقراء أحب إليه من مجالس اللغو مع الأغنياء ولا تكن يا بني ممن يعجب باليقين من نفسه فيما ذهب وينسى اليقين فيما رجا وطلب يقول فيما ذهب لو قدر شيء كان ويقول فيما بقي ابتغ أيها الإنسان شاخصا غير مطمئن لاَ يثق من الرزق بما قد تضمن له تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن يتمنى المغفرة ويعمل في المعصية كان في أول عمره في غفلة وغرة ثم أبقي وأقيل العثرة فإذا هو في آخره كسل ذو فترة طال عليه الأمل ففتر وطال عليه الأمد فاغتر وأعذر إليه فيما عُمَر وليس فيما عُمَر بمعذر عُمَر فيما يتذكر فيه من تذكر وهو من الذنب والنعمة موقر إن أعطي لم يشكر وإن منع قَالَ لم لم يقدر أساء العبد واستكبر الله أحق أن يشكر وهو أحق أن لاَ يعذر يتكلف ما لم يؤمر ويضيع ما هو أكبر يسأل الكثير وينفق اليسير فأعطي ما يكفي ومنع ما يلهي فليس يرى شيئا يغني إلاَّ غناء يطغي يعجز عَن شكر ما أعطي ويبتغي الزيادة فيما بقي يستبطئ نفسه في شكر ما أوتي وينسى ما عليه من الشكر فيما وقي ينهى ولا ينتهي ويأمر بما لاَ يأتي يهلك في بغضه ولا يقصد في حبه يغره من نفسه حبه ما ليس عنده ويبغض على ما عنده مثله يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ويبغض المسيئين وهو أحدهم يرجو الأجر في بغضه على ظنه ولا يخشى المقت في اليقين من نفسه لاَ يقدر من الدنيا على ما يهوى ولا يقبل من الآخرة ما يبقى إن عوفي حسب أنه قد تاب وإن ابتلي عاد إن عرضت له شهوة قَالَ يكفيك العمل فوقع وإن عرض له العمل كسل ففتر وقال يكفيك الورع لاَ يذهبه مخافته الكسل ولا تبعثه رغبته على العمل مرض وهو لاَ يخشى أن يمرض ثم يؤخر وهو يخشى أن يقبر ثم لاَ يسعى فيما له خلق يزعم إنما تكفل له به الرزق يشغل عما فرغ له من العمل يخشى الخلق في ربه ولا يخشى الرب في خلقه يعوذ بالله ممن هو فوقه ولا يريد أن يعيذ بالله ممن هو تحته يخشى الموت ولا يرجو الفوت ثم يأمن ما يخشى وقد أيقن به ولا يأيس مما يرجو وقد أوئس منه يرجو نفع علم لاَ يعمل به ويأمن ضر جهل قد أيقن به يضجر ممن تحته من الخلق وينسى ما عليه فيه من الحق إن ذكر اليقين قَالَ ما هكذا كان من كان قبلكم فإن قيل أفلا تعمل مثل عملهم قَالَ من يستطيع أن يكون مثلهم كأن النقص لم يصبه معهم يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ويرجو لنفسه ما ييسر من عمله تبصره العورة من غيره ويغفلها من نفسه ويلين ليحسب أن عنده أمانة وهو يرصد الخيانة يستعجل بالسيئة وهو في الحسنة خفف عليه الشعر وثقل عليه الذكر واللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء يعجل النوم ويؤخر الصوم فلا يبيت قائما ولا يصبح صائما يصبح وهمه التصبح من النوم ولم يسهر ويمسي وهمه العشاء وهو مفطر إن صلى اعترض وإن ركع ربض وإن سجد نقر وإن جلس شغر وإن سأل ألحف وإن سئل سوف وإن حدث حلف وإن حلف حنث وإن وعظ كلح وإن مدح فرج طلبه شر وتركه وزر ليس له في نفسه عَن عيب الناس شغل وليس لها في الإحسان فضل يميل لها ويحب لها منهم العدل يرى له في العدل سعة ويرى عليه فيه منقصة أهل الخيانة له بطانة وأهل الأمانة له علاوة ثم يعجب من أن يفشو سره ولا يشعر من أين جاء ضره إن أسلم لم يسمع وإن أسمع لم يرجع ينظر نظر الحسود ويعرض إعراض الحقود ويسخر بالمقبل ويأكل المدبر ويرضي الشاهد ويسخط الغائب ويرضي الشاهد بما ليس فيه ويسخط الغائب بما لاَ يعلم فيه من اشتهى زكى ومن كره قفا جرى على الخيانة وبرئ من الأمانة من أحب كذب ومن أبغض خلب يضحك من غير عجب ويمشي إلى غير الأرب لاَ ينجو منه من جانب ولا يسلم منه من صاحب إن حدثته ملك وإن حدثك غمك وإن سؤته سرك وإن سررته ضرك وإن فارقك أكلك وإن باطنته فجعك وإن باعدته بهتك وإن وافقته حسدك وإن خالفته مقتك يحسد أن يفضل ويزهد أن يفضل يحسد من فضله ويزهد أن يعمل عمله ويعجز عَن مكافأة من أحسن إليه ويفرط فيمن بغى عليه له الفضل في الشر وعليه الفضل في الأجر فيصبح صاحبه في أجر ويصبح منه في وزر إن أفيض في الخير كزم يعني سكت وضعف واستسلم وقال الصمت حلم فهذا ما ليس له به علم وإن أفيض في الشر قَالَ يحسب بك غي فتكلم فجمع بين الأروى والنعام وبين الخال والعم والأم قَالَ ولاءم ما يتلاءم له لاَ ينصت فيسلم ولا يتكلم بما لاَ يعلم يخاف زعم أن يتهم ونهمته إذا تكلم يغلب لسانه قلبه ولا يضبط قلبه قوله يتعلم المراء ويتفقه للرياء ويكن الكبرياء فيظهر منه ما أخفى ولا يخفى منه ما أبدى يبادر ما يفنى ويواكل ما يبقى يبادر الدنيا ويواكل التقوى‏.‏

952- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن داود بن شابور قَالَ سَمِعْتُ شهر بن حوشب يقول قَالَ لقمان لابنه يا بني لاَ تتعلم العلم لتباهي به العلماء وتباري به السفهاء وتماري به في المجالس ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة إذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم فإن تك عالما ينفعك علمك وإن تك جاهلا يزيدوك علما ولعل الله تعالى إن يطلع إليهم برحمة فيصيبك بها معهم وإذا رأيت قوما لاَ يذكرون الله فلا تجلس معهم فإن تك عالما لاَ ينفعك علمك وإن تك جاهلا يزيدوك جهلا - أو قَالَ غيا - ولعل الله تعالى يطلع إليهم بسخطة فيصيبك بها معهم‏.‏

953- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن نشيط الوعلاني قَالَ حَدَّثَنَا الحسن بن ثوبان أن أبا مسلم الخولاني دخل المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا جلوسا فرجا أن يكونوا على ذكر على خير فجلس إليهم فإذا بعضهم يقول قدم غلام لي فأصاب كذا وكذا وقال الآخر قد جهزت غلامي فنظر إليهم فقال سبحان الله هل تدرون يا هؤلاء ما مثلي ومثلكم كمثل رجل أصابه مطر غزير وابل فالتفت فإذا هو بمصراعين عظيمين فقال لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني أذى هذا المطر فدخل فإذا بيت لاَ سقف له جلست إليكم وأنا أرجو أن تكونوا على خير على ذكر فإذا أنتم أصحاب دنيا فقام عنهم‏.‏